قام بتعريب هذا الكتاب الأديب والمؤرّخ سليم قبعين لما ل تولستوي من تاثير عظيم على الحركات الفكرية في أوروبا فقد سرت في القرن التاسع عشر حركة فكرية من أقصى الأرض إلى أقصاها؛ فأحدثت دويٍّا هائلًا في جميع أنحاء الغرب فاتصل صداها بالشرق، ولم تزل بين الناس موضوع جدال عنيف، ومنشئ هذه الحركة هو الفيلسوف الشهير والعالم الخطير الكونت تولستوي|فإن هذا الرجل العظيم أدهش علماء أوروبا بفلسفته الصائبة وأفكاره الثاقبة فاعترفوا له بسمو المدارك، وأقروا بأنه من أشهر فلاسفة العالم، وأقبلوا على مطالعة كتبه وتعريبها إلى لغاتهم، وراجت مؤلفاته رواجًا غريبًا، وانتفع منها الناس نفعًا أدبيٍّا والكتَّاب نفعًا ماديٍّا، وقد كتب هذا الفيلسوف في مواضيع مختلفة، وتطرق إلى الكتابة في الدين فخالف بها عقائد الكنيسة الأرثوذكسية وخطَّأها، الأمر الذي حرَّك رجال الدين في روسيا عليه. ينقسم الكتاب إلي عدة أقسام ، منها أجزاء ملخصة من سيرة تولستوي ، منها بعض أراؤه الدينية المثيرة للجدل وبعض رسائله إلى الكنيسة. يحمل توضيحاً لآراءه ومنهجه الفلسفي ونفحات من قوة أسلوبه الأدبي.