كان خلال إقامته الطويلة في فرنسا يحلم بالتفّاح اللبناني، يمزج عطر التفّاح برائحة البنّ، وينتشي بطفولته.
لم يفهم كريم معنى رائح الطفولة إلا في الغُربة. هناك، في المدينة الفرنسيَّة البعيدة، شعر كريم بعذاب الرائحة التي اختفت. قال لبرناديت عن رائحة التفاح والبنّ، لكنّه عجز عن وصفها. كيف نصف الرائحة لمن لم يشمّها أو يتذوّقها؟ اكتشف كريم عجزه عن الكلام لأنه لا يستطيع أن يترجم ذاكرته، وتوتّر الحنين الذي يفترسه في الكلمات، لينتهي بعد ذلك إلى اكتشاف أنّ ممارسة الحبّ ليست إلّا ترجمة للكلام، وأنّه حين ينتهي الكلام ينتهي الحبّ.
العاشق، كالمترجم، ينتقل من كلام اللسان إلى كلام الجسد، كأنّه يترجم الحكي ويُعيد تأليفه، هذه هي حكايته مع غزالة..