من المشاكل المعقدة في الموسيقى العربية، تصوير الألحان… فلا يكاد يطلب تصوير مقام عربي على درجة ما، حتى تتعقد الطرق وتلتوى الأساليب. فمن الموسيقيين من يحاول تطبيق ذلك عملياً على أية آلة موسيقية، ثم ينتقل من ذلك إلى تدوين الدرجات، ومنهم من يبدأ في تطبيق هذا المقام مبتدئاً من الدرجة التي يريد التصوير عليها، حتى إذا تم له ذلك، جمع علامات التحويل المعترضة ووضعها في دليل المقام، بطريقة الحدس والتخمين، غير معتمد على قاعدة أو قانون.
ولعل السر في ذلك، أن ليس هناك القاعدة التي تبنى عليها أدلة المقامات العربية، حتى يمكن الاعتماد عليها في تصوير الألحان، كما هو الحال في الموسيقى الغربية.
وهذا الكتاب هو خطوة في طريق تركيز الموسيقى العربية في قواعد ثابتة ونقلها من الدراسات الارتجالية التي لا تعتمد على قواعد ثابتة إلى الدراسة العلمية السليمة التي ترتكز على القاعدة.