يعيش الإنسان المتخلف في بيئة غير آمنة، يخاف دائمًا من غضب الطبيعة، لا يملك أقل السبل لتأمين حياته وحياة أولاده، قد يتهدم بيته جراء بضعة أمطار وأعاصير، فهو لا يمتلك ما يمتلكه مواطنو الدول المتقدمة، من بنية تحتية توفر له حياة كريمة. ليس لديه سلطة أو حكومة تهتم بمصائبه، بل تلك السلطة تقهره من جانبها، وهي من تسببت في تخلفه، لا سبيل ليصل إلى على الرقي والنمو، إلا بتخليصه من قهر تلك السلطة. كل هذا وأكثر سنفهمه من ملخص كتاب التخلف الاجتماعي، مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور. نحن الآن أمام دراسة لنفسية الإنسان المقهور، لقيمه، وأفكاره، وعاداته، ومحاولاته للحفاظ على وجوده، وعلى توازنه النفسي، أمام قهر أصحاب السلطة في المجتمع. دكتور مصطفى حجازي، هو مفكر وأكاديمي لبناني، عمل أستاذًا لعلم النفس في الجامعة اللبنانية، ومن أهم مؤلفاته، الأسرة وصحتها النفسية، والشباب الخليجي والمستقبل، وكتاب التخلف الاجتماعي، الذي نتناول أهم أفكاره ورسائله الآن.