"وحينما بدأت أتنفس..اختنق الجميع.."
من بين خيباتٍ متتالية وتراكمات مجتمعٍ لا يتغيّر أخرجت "سحر خليفة" قلبها ووضعتها على الورق لتأتي روايتها "مذكرات امرأة غير واقعية" ترصد لنا رحم الواقع عن طريق قصّة "عفاف" الفتاة التي نشأت في مجتمعٍ يحتفل بقدوم الذكر وينثر البخور والزغاريد فرحًا به ويخبِّيء رأسه وصوته عند ولادة الأنثى..
مجتمع تُحتَقر فيه البنت من يوم مولدها بينما يُحتفى بالمولود الذكر، ويتعطرون ببوله وتُغتفَر له ذنوبه مهما كبرت طوال سنوات عمره، بينما البنت تُراقَب وتُدان وتُعاقب وتُقيّد وقد تُقتَل لمجرّد أن زلّت بها القدم أو رفض مجتمعها الذكوري تصرّفها، وهذا ما دفع عفاف لمحاولة إلغاء هويتها بالتظاهر والتصرّف كالولد الذكر مما أثار عليها انتقادات الأهل وجعلها ترفض وتتحدّى وتثور..
في المدرسة صادقت عفاف الصبيان ولعبت معهم وعندما نضج عقلها وتعرَّفت على نوال الفتاة التي تنتمي غلى أحد الأحزاب ظلَّ سؤالٌ يراودها؛ من يأتي في المرتبة الأولى من الأهمية: العمل على تحرّر المرأة من ظلم الرجل والمجتمع، أم العمل على تحرير الوطن من المحتل أوّلًا؟!
رحلةٌ طويلة تعيشها "عفاف" ما بين حياة القرية والمدينة الفلسطينية والغربة في الخليج، خساراتٌ كبيرة وكثيرة ثمَّ رحلة العودة أو اللاعودة !!
"مذكرات امرأة غير واقعية" هي حكاية كلّ امرأةٍ نشأت ونضجت تحت شمس الشرق التي لا ترحم...
هي نهايةٌ واقعية لكلّ امرأة "غير واقعية"...
