قد يكون موضوع التطور البيولوجي للبشر كجنس حيواني يتربع على عرش مملكة الكائنات الحية، أحد أكثر المواضيع خلافية منذ نشر كتاب تشارلز داروين لكتابه الاستثنائي «بصدد أصل الأنواع عبر الاصطفاء الطبيعي»، الصادر في العام 1859، والذي شكَّل قفزة علمية استثنائية غير مسبوقة في تجاوز النظريات السالفة له، وخاصة تلك الدينية منها التي تعزو كينونة بني البشر ونهوضهم الجمعي إلى مرحلة ما بعد الطوفان التي وردت في الأساطير السومرية، والأكادية والبابلية من بعدها، وانتقلت منها إلى كتب الديانات السماوية. وكانت الكنيسة المسيحية بصورتها الأوربية المتزمتة الأكثر صدمة باكتشافات داروين العلمية التي أسقطت كل افتراضاتها عن تاريخ بني البشر و خاصة فيما يرتبط بالاعتقاد بخليقتهم بيد المقدس في السماء منذ بضعة آلاف من السنين، لتظهرهم كائنات حيوانية ذات صيرورة تطورية مغرقة في القدم، يعود فيها البشر إلى أسلاف لهم يشتركون بها مع القر