يمكن القول بأن الشعر العربي في العصر الأيوبي اتسم بالتجدد والحيوية وتعدد الأغراض؛ ربما لما شهدته تلك الفترة من تاريخ مصر من تغيرات سياسية وثقافية واجتماعية كبرى نتجت عن إسقاط دولة الفاطميين على يد "صلاح الدين الأيوبي"، وكذلك ما قام به حكام "بني أيوب" من جهود حثيثة لإعادة المصريين لمذهب أهل السنة، بعد أن أدْخل عليهم الفاطميون التشيع، كما تعالت دعوات توحيد بلاد المسلمين أمام الصليبيين وهجماتهم، فظهرت القصائد التي تعبر عن هذه الدعوات، وتحتفي بترك التشيع، كما مال الشعراء للاتصال بالوزراء ورؤساء الدواوين، واتصلوا أيضاً بالشعب بعد أن كان الشعر قاصراً على مدح الملوك وتمجيد أفعالهم، فكان شعرهم معبراً عن تفاصيل تلك الفترة، بحيث يمكن اعتباره أحد الوثائق التاريخية الهامة التي يعتد بها في دراسة الأحداث آنذاك.