كيف استطاع شابلن ابن لندن البكر والأشهر من اجتياز آلاف الأميال حتى يصل إلى ساحة مولد شعبي أو ديني هنا أو هناك ليستحوذ على انتباه المريدين، بعدما يرتدي واحد من حوارييه ملابسه الرثة، ويطوف في الأرجاء يوزع الفرحة على الكبار والصغار مقتسمًا القفشات والنكات مع هؤلاء البسطاء الذين يعرفونه جيدًا، وربما يجهلون اسم عمدة تلك المدينة التي يقام بها الاحتفال!! إنها ببساطة العبقرية الذي لا تصنعها جغرافيا معتدلة أو تلفقها سطوة جائرة، إنها الضحكة التي تدخل القلب فتزيل تجعيدة القهر، وتضمد جراح الحاجة، وتزيح غبار الوجع، فهل استطاع أحد من شرقنا أن يخترق الغرب بكل هذا العنفوان؟ وهل استطاع آخر من غربهم من إعادة الكرة مرة أخرى؟ لم يحدث ولن يحدث؛ لأن شابلن حَدَثٌ يحدث مرة واحدة في الحياة.